موضوع: شَمْسُكِ بَاقِيَة الأربعاء أبريل 30, 2008 9:11 am
اهديكم مشاركتي الأولى وأتمنى ان تحوز اعجابكم وتنال رضاكم
يتخيل الكاتب في أطروحته هذه أنه يوجه حديثه لأم أبية قوية فقدت ما فقدت لتعيش مرفوعة الرأس والهامة ، وتلك الأم الآن لحظة مخاطبته لها تقف أمام جثمان صغيرها وفلذة كبدها بعد أن اغتالته الأيادي الملوثة بدماء الشهداء دونما ذنب أو جناية ، تتأمله في صمت وسكون .... فقد فارق الحياة وللأبد ، وتلك الدموع التي تغزو وجنتيها الشاحبتان ورعشة تنهيدتها تأتي في صمت وضعف فتصدر منها أنات يهتز لها جسدها الهزيل المتضائل فقد كان ثاني ولد تفقده بعد اثنين من أخوتها ، يا لها من مأساة قصة هذه الأمة .
شَمْسُكِ بَاقِيَة
يَا أُمَ ذَاكَ الطِفْلِ الطَرِيــــــح
أَلَمُ الّليَالِي شَقَ السُكُــونَ
َتبْكِينَ لَيّلاً خَلْفَ الضَرِيـــــح ؟
َصمْتِي وَصَمْتُك لا لَنْ يَهُونَـا
َدمْعِي وَدَمْعُكِ بِقَلْبٍ جَرِيـــح
ودَحْرُ الحِجَارَةِ لا لَنْ يَكُونَـــا
جَالَ العَدَاءُ وَزَادَ الفَحِيـــــــح
وبَطْشُ الأفَاعِي تَغَلْغَلَ فِيـنَا
واليَومَ غَدوْنَا وَلَنْ نَسْتَرِيــح
حَتَى يَزُولُوا عَنْ أَرَاضِينَــــــا
**************
يَمُوتُ اليَومَ وَكُلٌ يَهَـــــــــاب
طِفْلً يُصَارِعُ بَطْشَ المَنَايَــــا
طِفْلٌ يَخْشَى أَنْ يَسْتَهِيــــن
عَدُوٌ بِكُلِ حُطَامِ البَقَايَــــــــــا
طِفْلٌ يَنْشُدُ بَيْنَ الحُطَــــــام
هَلْ مِنْ مُغِيثٍ بَيْنَ الزَوَايَــــا
طِفْلٌ لَمْ يَبْكِي لَيْلاً بخَـــــوْف
َبلْ كَانَ يَجُولُ بَيْنَ الثَنَايَــــــا
يَبْحَثُ عَنْ أَجَلِهِ بِمَوْتٍ أَكَيِـدٍ
َيحْصُدُ رُوحَاً دُونَ جِنَايَــــــــــا
َموْتٌ يُزَلّزِلُ صَمْتَ السُكُون
يَخْلَعُ مِنْ قََلْبِيَ حَتَى دِمَايَـــا
**************
فَيَحْكِي الزَمَانُ بِهَمْسٍ وَعِيد
بِوَلَهٍ وَشَغَفٍ لِفَجْرٍ يُضِـــــيء
قِصَةَ رَحِيلِ ذَاكَ الشَهـــِـــيـد
وَرُوحٌ تُسَافِرُ دُونَ مَجِــــــيء
ُتبْكِي عُيُونَكِ عُمْرً مَدِيـــــــد
َفتَحْكِي شِفَاكِ بِوَقْعٍ هُمَــام
وتَسْعَدُ نَفْسُكِ بِرُوحِ الوَلِـيـد
تَهِيمُ طَلِيقَاً بَيْنَ الغَمَـــــــام
ُتَرَفْرِفُ فَرَحَاً بَيْنَ العَبِيــــــــد
وتَنْشُدُ أَمَلاً لِيَوْمٍ جَدِيـــــــد
ملحوظة : أعتذر حيث أن حقوق النقل محفوظة أدبياً للكاتب وشكراً