الحب ... كلمة صغيرة قليلة الحروف ، لكنها كبيرة المعنى ، عظيمة الأثر .. من عظم هذه الكلمة احتار الناس في معناها ، وربما من أجل هذه الكلمة زهقت أنفس وسالت دماء !! الحب ... لا يعرف طعمه إلا من ذاقه ثم فقده !! فلوعة الفراق وألمه وعذابه دليل تغلغل ( الحب ) إلى أعماق القلب وسيرها في مجرى الدماء ومخالطتها لكل المشاعر والأحاسيس . الحب ... أما أن يكون مشروعاً ومحموداً واما أن يكون ممنوعاً ومذموماً ، وغاية الحب التعبد وهي مرتبة لا تجوز الا ( لاعظم محبوب ) وهو الله جل وعلا ، ويصل الحب فيها إلى درجة التذلل والخضوع بحيث لا يعترض على أى أمر يؤمر به ولا يخالف ما يحبه حبيبه فيحب كل ما أحبه الله ، ويبغض كل ما يبغض ، بل ويحاول الحبيب أن يجعل كل حبه في الدنيا تبعا لحب ( أعظم حبيب ) وهو الله تبارك وتعالى ، فيحب فيه ويبغض فيه . الحب ... يجعل الحبيب يسهر الليالي ويهجر النوم ، يدع الطعام والشراب والشهوة من اجل حبيبه ، ترجف القدمان من طول القيام والوقوف ولا يشعر بهما من اجل حبيبه ، تدمع العينان وتسيل الدموع شوقاً لحبيبه وطلباً لرؤيته ، يقرأ كلامه مرات ومرات ومرات لا يمل ولا يكل .. بل يزداد شوقاً وطمعاً ، يناجيه في السر والخفاء ساعات وساعات .. يكفيه أن حبيبه يسمعه !!.. لو طلب منه حبيبه وقته لاعطاه لو طلب ماله لاعطاه لو طلب حياته ودمه لاعطاه بلا تردد ، فمن اجله يرخص كل شئ ، انه الحبيب الاعظم ، انه ( الله ) . الحب .. يتدرج بصاحبه حتى يصل الى مرتبه كبيرة تجعل صاحبها لا يفعل الا ما يرضي حبيبه !! فهل رأيتم حبيباً لا يأكل الا ما يرضي حبيبه ، ولا يشرب الا ما يرضيه ، ولا يلبس الا ما يرضيه ، ولا يمشي الا إلى ما يرضيه ، لا يسمع الا ما يرضيه ، ولا يرى الا ما يرضيه ، حركاته .. سكناته .. كلامه .. صمته .. نومه .. سهره .. أخذه .. عطاؤه .. كل هذا لا يفعله الا اذا كان يرضى حبيبه !! بل حياته وموته في سبيل حبيبه !!فهل هناك حب أعظم من هذا الحب ؟! .. انه ( الحب ) الاعظم ولا يستطيعه الا المؤمنون الصادقون ، قال تعالى ( والذين أمنوا أشد حبا لله ) . *** ...منقول... ((اللهم إنّا نسألك حبك وحب من يحبك...))